Saturday, September 26, 2009

أسد الغابة في معرفة الصحابة

كتاب جمع في تراجم الصحابة، حاول استقصاء جميع الصحابة الذين وصلتنا أخبارهم أو اشارات عنهم ، استوعب أبرز كتب "الصحابة" التي ألّفت قبله و زاد عليها، وفاته منهم جملة، و هو يعد من أبرز كتب تراجم الصحابة . 
قال ابن الأثير رحمه الله :
وقد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرة، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك، واختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن منده وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان، والإمام أبو عمر بن عبد البر القرطبي -رضي الله عنهم، وأجزل ثوابهم، وحمد سعيهم، وعظم أجرهم وأكرم مآبهم- فلقد أحسنوا فيما جمعوا، وبذلوا جهدهم وأبقوا بعدهم ذكراً جميلاً؛ فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً؛ فإنهم جمعوا ما تفرق منه.
فلما نظرت فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريق الآخر، وقد ذكر بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه، وقد أتى بعدهم الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني، فاستدرك على ابن منده ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتاب ابن منده.
فرأيت أن أجمع بين هذه الكتب، وأضيف إليها ما شذ عنها ما استدركه أبو علي الغساني، علي أبي عمر بن عبد البر، كذلك أيضاً ما استدركه عليه آخرون وغير من ذكرنا فلا نطول بتعداد أسمائهم هنا، ورأيت ابن منده وأبا نعيم وأبا موسى عندهم أسماء ليست عند ابن عبد البر، وعند ابن عبد البر أسماء ليست عندهم. فعزمت أن أجمع بين كتبهم الأربعة

بن الأثير
ولد عز الدين ابي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الاثير الجزري و المعروف بعز الدين بن الاثير في 4 جمادى الآخرة سنة 555 هـ بالجزيرة المسماة في المصادر العربية الإسلامية بجزيرة ابن عمر. و هي داخلة ضمن حدود الدولة التركية حالياً في أعالي الجزيرة السورية، و قد عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، رحل إلى الموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي. ورحل إلى دمشق وتعلم من شيوخها وعلمائها واستمع إلى كبار فقهاء الشام واستمر فترة من الزمن ، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف
--يمنى.

وفيات الأعيان

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان أبو العباس المؤرخ الحجة، والأديب الماهر، صاحب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان وهو أشهر كتب التراجم، ومن أحسنها ضبطا وإحكاما. ولد في إربيل سنة 608 هـ/1211 م، . سافر إلى دمشق، واقام فيها وكانت حياته حتى وفاته في دمشق ، ونبغ في الاحكام والفقه واصول الدين وعلومه وعرف من اعلام دمشق وشيوخها فولاه الملك الظاهر قضاء الشام، وعزل بعد عشر سنين. تولى التدريس في مدارس دمشق وكان من الاعلام، وتوفى ودفن في سفح جبل قاسيون ب دمشق سنة 681 هـ/1282 م. وفيات الأعيان: وهو كتاب في علم التراجم، وهو يعد من أهم المصادر في التراجم والتاريخ، فهو من جهة معجم في التراجم، متوسط الحجم، ومن جهة كتاب في التاريخ ومنه التاريخ الأدبي، إلا أنه كتاب تراجم أكثر منه كتاب تاريخ، أدرج في بعض تراجمه تاريخا للصفاريين وتاريخا للسلاجقة وتاريخا للعبيديين وتاريخا للأيوبيين . وقد ترجم فيه لما يزيد عن 850 علما لمختلف الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء وغيرهم وهذه نسخة محققة وعليها هوامش هامة وفي آخرها مجلد خاص بالفهارس العلمية العامة للكتاب
--يمنى--

شذرات الذهب في أخبار من ذهب

أرخ ابن العماد في كتابه هذا لألف سنة، مبتدئا بالسنة الأولى للهجرة، فالثانية وهكذا، مبينا في كل سنة أهم أحداثها، منبها إلى من توفي في هذه السنة من الأعلام والمحدثين منهم خاصة مع ذكر طرف من ترجمته، بحيث يكون ذلك تذكرة وعبرة لمتتبع الأحداث التاريخية، وحافزا للقارىء بالسير في ركب العظماء، وعونا للوقوف على حال رواة الأحاديث وقد خفف عن القارىء الرجوع إلى الكتب الكثيرة حيث اعتمد كتب الحافظ الذهبي، ومن ثم المقدسي صاحب " الكمال "، والأصفهاني صاحب " الحيلة " وابن خلكان صاحب"الوفيات"
يمنى--

Meezan al-I3thidaal

Tabaqath al-Hanabila

عبد القادر ابن ابي الوفاء و الجواهر المضية في طبقات الحنفية و طريق البحث فيه

متى سكن عبد القادر ابن ابي الوفاء؟

ولد المؤلف عبد القادر ابن ابي الوفاء في سنة ٦٩٦ه و توفي في سنة ٧٧٥ه

ما "الجواهر المضية في طبقات الحنفية"؟

الجواهر المضية في طبقات الحنفية كتاب مهم في الترجمات. و تناول طبقات العلماء الأصناف. فيذكر أسماء العلماء و علومهم و شيوخهم و أهميتهم و مناقبهم و أحوالهم و اَدابهم و محاسن اَثارهم و مراقبهم و أعصارهم. و لذلك، يرسم الكتاب صورة كاملة و عميقة

ما طريق البحث فيه؟

نظام الكتاب: الالف في الاباء و لذلك ابحث عن الحرف الاول باسم الشيخ

ما أهمية الكتاب؟

أولاً، هو مصدر ممتاز لمعلومات عن العلماء. و ثانياً، التراجم واضحة و عميقة

:ربط إلى الكتاب
http://www.archive.org/details/gwaher_madia_trajim_hanfia

Friday, September 25, 2009

تاج الدين السبكي و كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" و طريقة البحث فيه

ما هو السبكي؟

هو تاج الدين عبد الوهاب بن عليّ السبكي و ولد في القاهرة في سنة ٧٢٧ هجرية في بيت معروف بالعلم و الصلاح. و كان أبوه أستاذه الأول في الفقه و أصوله. فكان تاج الدين فقيها كبيرا و كتاب تراجمي ممتاذ و له أسلوب خاص في صياغة الترجمة و عرضها

و توفي في سنة ٧٧١ هجرية

ما أهمية الكتاب؟

هو كتاب ضخم جدا يتكوّن من السيرات الذاتية من الفقهاء البارزين الذين تبعوا المذهب الشافعي. و جاء هؤلاء الفقهاء بعد وقت الإمام الشافعي و قبل وقت تاج الدين السبكي. و يوجد في كل سيرة ذاتية اسم الفقيه و سلسلة نسبه (يعني أصله) و روايته و درجته في رأي غيره من العلماء و شيئا من مآثره

ما هو طتريقة البحث فيه؟

هو يقسم في ٨ أجزاء. المقدمة تتكوّن من معلومات عن الإسلام و مناقب الإمام الشافعي و قوله. و الجزء الثاني يتكوّن من السيرات الذاتية من تلاميذ الإمام الشافعي (الطبقة الأولى) و الجزء الثالث يتكوّن من السيرات الذاتية من الأشخاص الذين ماتوا بين سنة ٢٠٠ و ٣٠٠ هجرية (الطبقة الثانية)... إلى آخره. و أخيرا الجزء الثامني يتكوّن من السيرات الذاتية من الأشخاص الذين ماتوا بعد سنة ٧٠٠ هجرية و هم في الطبقة السابعة

فمن اللازم أن تعرف متى توفي الشخص الذي تبحث عنه. و حين تعرف هذه المعلومات، فتذهب إلى الفهرس من جزء الكتاب الذي تحتاج إليه و سوف تجد اسمه هناك. و ترتّب الفهارس بترتيب ألفبائي

و تستطيع أن تجده في
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=401

- كوزيت -

الذهبي و كتابه "سير أعلام النبلاء" و طريقة البحث فيه

من هو الذهبي؟

هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي. و كان أبوه يشتغل بصنعة الذهب و لذلك شمس الدين معروف باسم "الذهبي". فولد الإمام شمس الدين في سنة ٦٧٣ هجرية في دمشق في أسرة علمية و متدينة. فبدأ دراسته من الحديث حين كان عمره ١٨ سنة. و رحل إلى بلاد أخرى كي يتطوّر معرفته من علم مصطلح الحديث

فأصبح من أشهر علماء الحديث و كاتب ماهر في التاريخ و عالم قراءاث القرآن. و توفي في سنة ٧٤٨ هجرية

و من أهم آثاره الموسوعة "سير أعلام النبلاء". و هو موسوعة ضخمة جدا جدا جدا

ما أهمية الكتاب؟

هو كتاب مفيد و مهم. قدم الذهبي لنا السيرات الذاتية من أشخاص مهمين بالنسبة إلى الإسلام. فمثلا نستطيع أن نجد وصف الحياة من مسلم مهم في الكتاب: أفعاله و أعماله و كلامه و القول عنه و أهميته و شكله

و ما طريقة البحث في الكتاب؟

يقسم في أكثر من ٢٥ مجلدات. فيتكوّن المجلد الأول من السيرات الذاتية من الصحابة و من بعض الشهداء كشهداء بدر

و المجلد الثاني هو فهرس. و يتكوّن المجلد الثالث من السيرات الذاتية من كبار التابعين و يتكوّن المجلد الرابع من السيرات الذاتية من الطبقة الثانية من التابعين. و يتكوّن المجلد الخامس من السيرات الذاتية من الطبقة الثالثة من التابعين ...إلى آخره

و بالنسبة إلى البحث عن شخص معين، فهو من اللازم أن تعرف ما هي الطبقة من التابعين التي يكون فيها هذا الشخص. فتذهب إلى المجلد الذي تحتاج إليه و تبحث عن اسم الشخص في فهرس المجلد. و كل الفهارس تكون بترتيبات ألفبائية

و تستطيع أن تجده في

- كوزيت -

Tuesday, September 22, 2009

ذكر صفات من تقبل روايته

ذكر صفات من تقبل روايته 

يقبل خبر الثقة في دينه وروايته وهو العدل الضابط.

والعدل: هو المسلم البالغ العاقل السالمُ من الفسق: بارتكاب كبيرة

أو إصرار على صغيرة، والسالمُ من خوارم المروءة.

والمروءة: هي تعاطي المرء ما يستحسن، وتجنبه ما يسترذل، كالأكل ماشياً

وأما ضبط: فهو اتقان الراوي ما يرويه، وذلك بأن يكون متيقظاً غير مغفل، حافظاً 

لما يرويه إن كان يروي من حفظه، ضابطاً لكتابه إن كان يروي من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عن 

المراد إن كان يروي بالمعنى. 

وتثبت عدالة الراوي: بالشهرة في الخبر والثناء الجميل،

كالأئمة الأربعة وغيرهم أو بتعديل الأئمة، أو تعديل اثنين منهم، أو واحد منهم.

ويثبت الضبط بموافقة الثقات المتقنين، ولا تضرّ المخالفة النادرة، فإن كثرت ردّت روايته لعدم ضبطه
يمنى--
.

معنى علم الجرح والتعديل

علم الرجال أو علم رجال الحديث: ويسمى أيضاً علم الجرح والتعديل هو أحد فروع علم الحديث، يبحث فیه عن أحوال رواة الحديث من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أو عدمه. و قيل في تعريفه أيضا : هو علم وضع لتشخيص رواة الحديث ، ذاتا و وصفا ، و مدحا و قدحا.

و قيل أيضا : هو علم يدرس سير رواة الأحاديث النبوية ليتم الحكم على سندها إذا كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو موضوعة.

--يمنى

علوم الحديث

علوم الحديث


أولاً: الحديث الصحيح: وهو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة.

والمراد من "المسند" : أن يكون منسوبًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومعنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه، والمراد من "العدل": المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة. أما "الضابط" فيراد به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.

فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".

وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته. والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه. أما "العلة" فهي السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.

ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:

أحدها: اتصال السند.

ثانيها: توثيق الرواة.

ثالثها: عدم المخالفة.

فإذا رُوي حديث بإسناد متصل، وكان جميع رواته ثقات، ولم يكن مخالفاً لأحاديث أقوى منه، وصفه العلماء بالحديث الصحيح. ويسميه بعضهم "الصحيح لذاته".

والأحاديث الصحيحة متفاوتة في قوتها، تبعاً لقوة رجالها، ويطلق على أقواها اسم "سلاسل الذهب".

والحديث الصحيح يحتج به العلماء ويعتمدون عليه في إثبات الأحكام، والعقائد وجميع أمور الشريعة.

ثانيًا: الحديث الحسن: وهو مثل الحديث الصحيح في اشتراط جميع الصفات المتقدمة، إلا صفة الضبط، حيث يعتبر المحدثون أن درجة ضبط رواة الحديث الحسن تقصر عن درجة ضبط رواة الحديث الصحيح. فراوي الحديث الصحيح تام الضبط، وراوي الحديث الحسن ضبطه أخف. ويقال للحسن إذا كان كذلك: "الحسن لذاته"، وهو في الاحتجاج به والاعتماد عليه كالصحيح.

ثالثًا: الحديث الضعيف: وهو الحديث الذي لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. وهو على أنواع كثيرة تبعًا لعدم تحقق هذه الصفات، فقد يكون ضعيفًا لعدم اتصال السند: كما في الحديث المرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيرها.

والحديث المرسل: هو الذي يرويه التابعي عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتابعون هم الذين لقوا أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخذوا العلم عنهم. فالسقط فيه في آخر السند بعد التابعي و إن كان هذا النوع من الحديث يصنف بأنه ضعيف إلا أنه يعمل به في بعض الأحيان كأن يفتي به بعض الصحابة أو يكون ممنلا يدلس ويعلم ضمنا من الصحابي الذي اشتهر التابعي بالرواية .

والحديث المعلق: هو أن يروي المصنِّف حديثًا يُسقط منه شيخًا أو أكثر من أول الإسناد و إن كان هذا النوع أيضا من الضعيف إلا أنه قد يتم تتبعه و إثبات صحته كما في معلقات البخاري و مسلم .

والحديث المنقطع: هو أن يسقط أحد الرواة من الإسناد في غير الموضعين المتقدمين.

والحديث المعضل: أن يسقط من رواته اثنان متتاليان.

والحديث المدلس: أن يروي الراوي عن شيخه الذي لقيه أحاديث لم يسمعها منه مباشرة، بلفظ موهم سماعه منه، فيظن تلاميذه أنها متصلة وأنه سمعها من شيوخه ولاتكون كذلك.

وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات كما في الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.

فأما الشاذ: فهو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.

وأما المنكر: فهو مخالفة الضعيف للثقة. فالمنكر اجتمعت فيه صفتان من صفات الضعف: ضعف راويه، ومخالفته الثقات.

وأما المضطرب: فهو أن يُروى الحديث الواحد بأكثر من طريق، أو بأكثر من لفظ، يخالف بعضه بعضًا، ولا يمكن الجمع بينها، كما لا يمكن ترجيح بعضها على بعض، بأي وجه من وجوه الترجيح.

والمدرج: وهو أن يُزاد في متن الحديث ما ليس منه. فيظن من يسمع الحديث أن هذه الزيادة من قول الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وليست كذلك.

والمقلوب: وهو الحديث الذي وقع تغيير في متنه أو سنده، ويضرب المثل في توضيح ما وقع القلب في متنه، بالحديث المشهور الذي ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفيه (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، فهذا رواه بعض الرواة فقلبه فقال: (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله). ومن أمثلة القلب في الإسناد: أن يقلب الراوي اسم أحد رجال السند، فيقول: عمـار بن هشام، والصحيح فيه هشام بن عمار.

والمعل: هو الحديث الذي وُجدت فيه علة تقدح في صحته، مع أن ظاهر الحديث سلامته منها، وقد تقدم تعريف العلة.

وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث. كما في الحديث المتروك أو الموضوع.

فالحديث المتروك: في رواته من يُتهم بالكذب، أو من كان شديد الضعف.

والحديث الموضوع: فـي رواته كـذّاب، لـذا اعتبره العلماء مكذوبًا مختلقًا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وكما يقرّر العلماء أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم، فإنهم يقررون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف، ومنها ما هو يسير الضعف.

وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد، ليس هذا موضع بسطها. لكن الجدير بالذكر هنا أن الحديث إذا كان ضعفه يسيرًا وجاء بإسناد آخر، أو أكثر، وكانت قريبة منه في ضعفها، فإن ضعفه يزول بمجموع طرقه ويرتقي إلى درجة الحسن ويطلق عليه "الحسن لغيره" لتمييزه عن الحديث "الحسن لذاته" الذي تقدم الكلام عنه.

وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته آخر، فإنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الصحيح لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"، لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره
يمنى--
.